Wednesday, November 19, 2008

عقـــدة الســــور



السور عبارة عن وسيلة قديمة جدا أتخذها البشر كدرع واقي لحماية مدنهم و أنفسهم من طيش الغزاة و المغتصبون .. إذا نستطيع تعريف السور بالآتي : هو حائط أو نوع من العوازل و هو الذي يعزل المدينة و يحدد حدودها الداخلية. لغويا: السور هو حائط المدينة و جمعه أسوار وعندما تقول العرب "تسورته" فإنها تعني تسلقته. ء
ء
يوجد هناك الكثير من الأسوار المعروفه عالميا مثل سور برلين و يسمى أيضا بحائط برلين و هو سور تم بناءه عام 1961 ليفصل ما بين برلين ألمانيا الشرقية(جمهورية ألمانيا الديموقراطية)المحسوبه أثناء الحرب البارده على الروس وبرلين ألمانيا الغربية (جمهورية ألمانيا الفدرالية) المحسوبة على أمريكا و بريطانيا. ظل هذا السور لمدة 28 سنة و يوم واحد ، تم هدمه بعد ذلك و السماح للألمان الشرقيين بالعبور للغرب و من ثم توحيد ألمانيا العظمى الشرقيه و الغربيه عام 1990. ء
و من أشهر و أكبر الأسوار العالمية بلا أي منازع هو سور الصين العظيم الذي إستغرق بناءه ما يقارب 1000 سنه على مراحل متعدده ، بدأً من 600 ق.م إلى 1600 م ويتعدى طول سور الصين عن ستة آلاف متر.السبب الرئيسي لبناء هذا الصرح العظيم هو حفظ امبراطورية الصين في أيام الإمبراطور كوين جي هوانج من غزو قبائل ال إكسيونجو البربرية المقاتله الشرسه. فتطورت على مدى الألف سنه إلى ما يعرف حاليا باسم سور الصين العظيم.ء
ء
سور الصين العظيم و هو أحد الأشياء النادره التي تستطيع العين البشرية رؤيتها من الفضاء الخارجي يذكرني بطريقة ما بسورالكويت الرابع!! الذي تم إنشاءه عام 1992 بعد الغزو ليفصل ما بين حدودنا و حدود العراق ، إلا أن سور الرابع قد دفنه "الطوز" خلال السنتين التاليتين من تشييده و ظل سور الصين العظيم آلاف السنين حتى أصبح من عجائب الدنيا السبع. ء
ء
ء
المهم لا تعنيني في هذا الموضوع أسوار الكويت ، فلم تكن هذه المقدمة إلى تهيئة للقارئ لما أود الوصول إليه من عقدة السور. إذا ما هي عقدة السور؟؟ عقدة السور تنقسم عندي إلى قسمين: ء
ء
ء

عقدة السور المعماري ... و هي بصفتي مهندسا معماريا حيث لا تزال الكثير من منشآتنا محاطة بسور بشع يفصل ما بين الأمكنة بعقدة الحماية من المتطفلين ، حيث لا يزال لدى المسئولين عقدة أسوار الكويت مرورا بدروازة "و هي كلمة هندية بمعنى بوابة" بنيد القار شرقا إلى دروازة المقصب غربا. و تجد الأمثلة كثيرة جدا على ذلك ، فتجد حول المنازل أسوارا بعضها جميل و الآخر متردي ، و هي أقل المتضررين من هذه العقده. ء
ء
ننتقل إلى المساجد المحاطه بأسوار بشعه ، فكأنها ترسل رسالة للمصلي أو الزائر لدور العباده مكانك قف!! لا تدخل؟؟ لا أفهم معنى وجود أسوار حول المساجد بالكويت ، أجمل المساجد الإسلامية بنيت في مصر و تركيا و الأندلس كانت بدون أسوار، من يتجرأ على وضع أسوار حول بيوت الله عدا الكويت و الخليج ، قفوا أنتم بأنفسكم و انظروا المساجد القريبة من مساكنكم و ما مدى بشاعتها مقارنة بمساجد موجوده بيننا لا يحدها أي سور مثل مسجد الراشد بالعديلية أو المسجد الكبيرو غيرها ، ومدى انعكاس الجمال المعماري للمنطقه ككل ، و لكن الحق على وزارة الأوقاف التعيسه خصوصا قطاع المساجد وذلك على تقاعسها في هذا الدور الذي لم و لن يفهموه ، مما يعكس مدى التخلف بالوزاره وما يسببونه من تلوث بصري نعايشه يوميا. بالمقابل لم أرى في حياتي أي كنيسه بأمريكا أو أوروبا يحيطها سور بل دائما ما أجد حديقة جميله بسيطه و كأن الكنيسه تدعي و تقول للمار تفضل حللت أهلا و غديت سهلا ، أما نحن فنحيط أقدس قطعنا المعمارية بأسوار قبيحه صدأه.ء
ء
ء

ننتقل إلى ما يسمى بالحدائق العامه .. يا ناس إسمها حديقه عامه ..حديقه للجميع .. نحن في بيئه صحراوية نحتاج كل شجره و كل نبته لسببين لزيادة نسبة الأكسجين و إضافة منظر جمالي للمنطقه. ليش يتم إحاطة الحدائق و المزروعات و الملاعب العامه بأسوار. ألا تريدون الناس أن ينظروا إليها فيتشجعون لدخولها .. بالإمكان عمل نوع من الأشجار الزراعيه كعازل واقي إن أصريتم بدل من بناء طابوق و كونكريت .. الحديقه العامه و الملاعب العامه يجب أن تكون مفتوحه للجميع تحيي الجميع حالها مثل البراحات .. هل بالإمكان تسوير براحه؟!! نعم بالإمكان و لكن هذا فيه قلة تفكير أو غباء سمها ما شئت .. إفتح الأماكن العامه فهذا يعكس نفسية المجتمع المتفتح المطالع .. فلا تغلق نفسك بسور و تنزوي عن الآخرين.ء
ء
ناهيك عن كثير و كثير من المنشآت الأخرى .. فأضحك أحيانا عندما أرى أسوار تحيط كل من الجامعات و الوزارات و بعض المكتبات و كأن عنصر الأمان مفقود في هذه الدوله ، فنعيش خلف أسوار كأننا في القرن الثامن أو التاسع ميلادي.ء
ء
ء

أما عقدة السور الثانية .. فهي عقدة السور الفكري ، فأجد الكثير من المتحجرين من أفراد هذه الدوله العليه في عصر العولمه و الإتصالات و التقدم يحجرون أنفسهم و غيرهم ببناء سور إسمه "ممنوع" بحجة أسباب شرعيه أو عادات و تقاليد .. اليو توب فيه فتنه و سب للرسول إذا إمنع!! .. كتب شعر فيها فساد خلقي أو عقدي إذا الجواب و بكل بساطه "إمنع" .. سيارة سريعه "إمنع" ... كاتب قال شغلات جريئة "إمنع" .. كل هذا و أمثله أكثر و أكثر أقدرأسميه عقدة السور الفكري .. لا يمكنكم يا متنورين بسبب عدم اقتناعكم بشيء معين بناء سور حواليه فتقولوا لن يؤذينا بعد اليوم فلن نراه أو نسمعه ..نحن في زمن مختلف .. الإختلاط بالناس و الحريات و المؤثرات من الحضارات الأخرىموجوده و نتعامل معها بشكل يومي .. نحن في عصر لا يستطيع الوالد أحيانا كبح جماح أبناءه و المدير موظفيه و الأمير رعيته .. ما نحتاجه هو لغة حوار عن مساوئ و سلبيات هذه الأدوات و زرعها في أولادنا و بناتنا و أنفسنا حتى لا يجرفهم السيل .. فتحصينهم من هذه الوسائل لا يكون ببناء سور يحجب رؤيتهم ويحد تفكيرهم ، بل بتبصرتهم و تعليمهم بما يدور حولهم و تفهيمهم بالحجه و المنطق و الدليل فالفكر لا يحارب بالتحجير و المنع الفكر يحارب بالفكر.ء
ء
ء


الثــائر بركـــان



بعض الأسوار الشيقه!!ء

هل يضع مثل هذا السور أحد مسئولي الوزاره؟ء




سور مدرسه و فوقه "جينكو"!!ء




أسوار الحدائق العامه




أسوار الملاعب





لا تعلـــيق